الى أعزائى تلاميذ الصف السادس اليكم نوبلمعلومات عن جائزة نوبل !!.
________________________________________
ألفريد نوبل.. تعلم الشعر وتخصص في صناعة القتل!!
العالم ألفريد نوبل
يعتبر اسم ألفريد نوبل أحد أشهر الأسماء في العالم، كما تُعَدُّ الجائزة المعروفة باسمه من أقدم الجوائز العالمية وأكثرها شهرة وأكبرها قيمة؛ سواء من حيث قيمتها المادية، أو من حيث قيمتها الأدبية والمعنوية..
وُلد ألفريد نوبل يوم 21 من أكتوبر عام 1833 في مدينة "أستوكهولم" عاصمة السويد، وكان أبوه "عمانوئيل نوبل" مهندسًا مدنيًّا مختصًا بإنشاء الطرق والكباري، كما كان مبتكرًا ومخترعًا، خاصة فيما يمس طرق تدمير الصخور.
وعلى العكس من مسار الأحداث بعد ذلك كان ألفريد مصدر تعاسة لأسرته، فقد أفلس الأب في نفس العام الذي وُلد فيه ابنه ألفريد، كما التهمت النار مسكن العائلة؛ وهو ما دفع الأب إلى السفر وحده إلى فنلندا عام 1837م بحثًا عن فرصة أفضل للحياة، ثم ارتحل سريعًا إلى "بطرسبرج" عاصمة روسيا القيصرية القريبة جغرافيًّا من أستوكهولم، وأنشأ في مدينة بطرسبرج ورشة ميكانيكية، وما لبث أن عقد صفقات مع الجيش الروسي فتحسنت أحواله المادية وأرسل لعائلته عام 1842م لتلحق به في بطرسبرج.
وكان نجاح عمانوئيل الأساسي يتمثل في اختراع الألغام البحرية المستخدمة في الحروب، والتي استخدمها الجيش الروسي في إقامة شبكة من الألغام البحرية في مياه بحر البلطيق وحول مدينة بطرسبرج، وهو ما وفَّر الحماية للمدينة من البحر أثناء حرب القرم (عام 1853- 1856) بين روسيا من جهة وفرنسا وبريطانيا من جهة أخرى، ولم تستطع السفن الحربية البريطانية اختراق شبكة الألغام أو الاقتراب من المدينة. وتقديرًا لمجهوداته واختراعه حصل عمانوئيل على وسام الإمبراطور الذهبي من قيصر روسيا
مع والده على طريق الديناميت
بعد نجاح عمانوئيل نوبل في حياته العملية في مدينة بطرسبرج، وتكوينه لثروة كبيرة من اختراعه للألغام البحرية، أراد أن يعوِّض أولاده الأربعة: روبرت، ولودفيح، وإميل، وألفريد عن سنوات الضنك السابقة فأتاح لهم مستوى رفيعًا من التعليم الخاص؛ حيث وفَّر لهم مدرسين قاموا بتعليمهم علوم الطبيعة والكيمياء واللغات والآداب، وبلغ نبوغ ألفريد حدًّا مذهلاً، فلم يكد يتم السابعة عشرة من عمره حتى أتقن خمس لغات، وهي: السويدية، والروسية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية.
واتجه اهتمام ألفريد إلى الأدب، خاصة الأدب الإنجليزي، وتأليف الشعر، غير أن أباه لم يكن راضيًا عن اهتمام ابنه بالآداب ومحاولات تأليفه الشعر، وكان يريد إلحاقه بمشاريعه في الهندسة المدنية، فأرسله للخارج في سلسلة رحلات لعدة دول؛ ليواصل تعليمه في علم الكيمياء، فزار ألفريد السويد وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وفي باريس وجد ألفريد نفسه منخرطًا في الكيمياء فالتحق بمعمل البروفيسور بيلوز، وتوجه اهتمامه نحو نفس اهتمامات والده في التفجير والديناميت؛ حيث زامل عالمًا شابًّا من علماء الكيمياء له نفس اهتماماته، وهو الإيطالي "أسانوي سوبر يرو" الذي توصَّل إلى تحضير سائل النيتروجليسرين شديد الانفجار.
وفي الولايات المتحدة التقى بالمخترع السويدي الأصل الأمريكي الجنسية "جوذا أريكسون".. وكان لهذه اللقاءات أثرها في أن يقتنع ألفريد بوجهة نظر أبيه في العمل في مجالي الطبيعة والكيمياء وتطبيقاتها في مجال المفرقعات.
وفي غضون عام 1862م، ومع انتهاء حرب القرم وتوقف صفقات الجيش الروسي، تدهورت الأحوال المادية لعمانوئيل نوبل، فقرر العودة للسويد والإقامة في مدينة أستوكهولم هو وولداه إميل وألفريد، في حين بقي روبرت ولودفيح في بطرسبرج.
وبالعودة لمدينة أستوكهولم حمل ألفريد في أمتعته مذكراته عن سائل النيتروجليسرين، وقام هو ووالده ببناء مصنع بالقرب من المدينة لتصنيع هذه المادة شديدة الانفجار، وقام بتصنيع نحو 140 كيلو جرامًا من هذه المادة، ولكن المصنع انفجر عام 1864م، وتسبب الانفجار في مقتل الأخ الأصغر لألفريد (إميل)، وأربعة من الكيميائيين والعمال.
وقد ترك هذا الحادث جرحًا عميقًا في نفسه، وفكر ألفريد فصار همه الأول هو كيف يستأنس هذه المادة شديدة الانفجار ويُخضعها لرغبات الإنسان وإرادته، ونجح بالفعل عام 1866 في اختراع الديناميت، وحصل على براءة اختراعه فتهافتت على شرائه شركات البناء والمناجم والقوات المسلحة، وانتشر استخدام الديناميت في جميع أنحاء العالم، وقام ألفريد بإنشاء عشرات المصانع والمعامل في عشرين دولة، وجنى من وراء ذلك ثروة كبيرة جدًّا حتى أصبح من أغنى أغنياء العالم، وأُطلِقَ عليه "ملك المفرقعات في العالم".
ألفريد.. جانٍ أم مجني عليه؟
هاجمت الصحافة ألفريد في أوروبا وحملت عليه بشدة، وأطلق عليه بعض الصحفيين لقب "صانع الموت"؛ لأنه صنع شهرته وثروته من صناعة المفرقعات التي استخدمت في الحروب على نطاق واسع.
وواجه ألفريد هذه الحملات بأن رسم لنفسه صورة ذهنية معاكسة تمامًا للسائد عنه، فقد صور أنه كان يحلم دائمًا أن يرى نهاية للحروب، وأن يعم السلام بين الأمم، وزعم أنه كان يرى في الديناميت أملاً في رخاء وسعادة البشرية(!!) من خلال استخدام الديناميت في حفر المناجم واستخراج الخيرات والثروات الطبيعية من باطن الأرض، إلى جانب حفر الأنفاق وشق القنوات وشق الطرق لتسهيل التجارة والاتصالات بين البشر.
وفي إطار حملته هذه تعلل بأن الشر الكامن في النفس البشرية هو الذي أدى لاستخدام الديناميت كوسيلة مدمرة من وسائل الحروب.
واستمر هذا الاتجاه يؤكد أن ألفريد نوبل قد حزن لذلك حزنًا شديدًا، وقرر في أواخر حياته أن يهب بعض ثروته لكل من يُسهم في إسعاد ورخاء البشرية.
ورغم انتشار هذا التفسير ونجاح أصحابه في جعله قاعدة ومُسلَّمة، فإن ذلك لا يمنعنا من التساؤل حول بدايات ألفريد وتوجهه الدائم نحو التخصص في المفرقعات، وكذلك كمُّ المصانع التي أنشأها هو ووالده، والتي تخصصت في عقد صفقات مع الجيوش في المقام الأول، واكتسابهم القوة والشهرة من خلال استمرار هذه الحروب، بل وانتشارها. ولا يمنع هذا الأمر من أن يكون قد ندم بعد ذلك، ولكن هل ينفع الندم بعد أن خرج مارد الموت من القمقم؟ وهل تكفي الدولارات لإقناعه بالعودة؟
الوصية.. الجائزة
مات ألفريد نوبل يوم العاشر من ديسمبر سنة 1896م في مدينة "سان ريمو" الإيطالية وحيدًا، لا يجد حوله إلا خدمه؛ حيث إنه لم يتزوج، وقد خلّف وراءه ثروة طائلة قُدِّرت بحوالي 30 مليون كورونا سويدية، تقدر بنحو 150 مليون دولار.
ولم يوجه نوبل كل ثروته للجائزة كما يُشاع، ولكن وصيته تضمنت مبالغ معقولة لأقاربه وأصدقائه. أما الجانب الأكبر من ثروته فقد أوصى باستثمارها في مشروعات ربحية، ويتم من ريعها منح خمس جوائز سنوية لأكثر مَنْ أفاد البشرية في خمس مجالات حددها: في مجال الكيمياء، والفيزياء، والطب أو الفيسيولوجيا، والأدب، والسلام العالمي.
وأوصى بأن تقوم الأكاديمية السويدية للعلوم باختيار الفائز في مجال الكيمياء والفيزياء (الطبيعة)، وأن يقوم معهد كارولينسكا بأستوكهولم باختيار الفائز في مجال الطب والفسيولوجيا، ويقوم البرلمان النرويجي بانتخاب خمسة أشخاص ليختاروا الفائز بجائزة السلام العالمي، وقد أوصى نوبل برغبته في أن يكون الاختيار للجوائز نزيهًا، وأن تُمنَح الجوائز لمن هو أكثر استحقاقًا بها بغض النظر عن جنسية المرشح؛ سواء كان سويديًا أو لم يكن..
وقد حدث خلاف وجدل سياسي ومجتمعي وقانوني حول تفسير نصوص وصية ألفريد نوبل، واستمر هذا الجدل لمدة خمس سنوات، فقد أرادت الحكومة السويدية الضغط على لجنة نوبل المخول لها تنفيذ الوصية لتُغيِّر الوصية وقصرها على السويديين فقط، ولكن اللجنة قررت أن تنفذ الوصية بالحرف دون أي تغيير.
الجائزة ومراسم الاحتفال بها
بدأ تقديم جوائز نوبل لأول مرة عام 1901م في يوم ذكرى وفاة ألفريد نوبل العاشر من ديسمبر، وحسب الوصية التي تركها. وحفل تسليم الجوائز يقام في صالة الاحتفالات الموسيقية أستوكهولم، والصالة تتسع لألف وثلاثمائة ضيف، والضيوف هم عائلات الحاصلين على الجائزة وأفراد العائلة المالكة السويدية والسياسيون والدبلوماسيون وممثلو الحكومة السويدية وأعضاء البرلمان.
ويتم توزيع الجوائز في السويد، ويُشْرِف ملك السويد بنفسه على تسليمها لأصحابها، وذلك في جوائز نوبل في الكيمياء والطبيعة والأدب والطب. أما جائزة السلام فيتم تسليمها في قاعة مجلس مدينة أوسلو بالنرويج وفقًا لبنود الوصية.
وجائزة نوبل عبارة عن مبلغ مالي كبير تضاعفت قيمته من ثلاثين ألف دولار في السنوات الأولى للجائزة، ووصلت إلى 700 ألف دولار في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، في حين بلغت قيمة الجائزة المادية حاليًا نحو مليون دولار، ويقوم الفائز؛ سواء كان شخصًا فرديًّا (أي فردًا واحدًا) أو مجموعة أفراد، باستلام قيمة الجائزة من خلال شيك بقيمة الجائزة، ويُمنح معه ميدالية ذهبية مرسوم عليها صورة ألفريد نوبل، وشهادة تقدير.
وقد أضيفت جائزة سادسة في الاقتصاد عام 1969م، يقوم البنك المركزي السويدي بمنحها، ويسدد قيمتها بنفسه بمناسبة مرور 300 عام على تأسيس وإنشاء البنك، وتحظى عملية تسليم جائزة نوبل في الاقتصاد لصاحبها بمراسم الاحتفال والتكريم التي يحظى بها مَنْ ينال جوائز نوبل في الكيمياء والطب والطبيعة والأدب.
ومنذ بداية توزيع الجائزة عام 1901 وحتى عام 2001، أي طوال مدة قرن من الزمان، لم يفز بالجائزة مرتين سوى أربعة علماء هم:
1- العالمة الفرنسية "ماري كوري"، أو مدام كوري عام "1903" في الفيزياء، مقاسمة مع زوجها "بيير كوري"، وعام 1911 في الكيمياء منفردة.
2- عالم الكيمياء الأمريكي "ليناس باولنج" في عامي 1954، 1962.
3- عالم الفيزياء الأمريكي "جون باردين" في عامي 1956، 1972.
4- عالم الكيمياء الإنجليزي "فريدريك سانجر" في عامي 1958، 1980.
وخلال مائة عام هي عمر جائزة نوبل من 1901 : 2001 فاز العرب بالجائزة ثلاث مرات، وكانوا جميعًا مصريين.
المرة الأولى في عام 1978م، حيث حصل الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل السابق مناحيم بيجن(!!)، بعد التوصل إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في كامب ديفيد عام 1978م.
والمرة الثانية في عام 1988م، عندما حصل الأديب المصري "نجيب محفوظ" على جائزة نوبل للأدب عن مجمل أعماله الأدبية التي تُصوِّر واقع الحارة المصرية في القاهرة في فترة ما قبل ثورة يوليو 1952 وما بعدها.
أما المرة الثالثة فكانت في عام 1999م عندما حصل العالم المصري الأصل الأمريكي الجنسية د. "أحمد زويل" على جائزة نوبل في الكيمياء بعد توصله لاختراع كاميرا أطلق عليها "الفيمتوثانية"، والتي تقوم بتصوير عملية التفاعل الكيميائي في أكثر وحدة زمنية، وهي جزء واحد على ألف مليون مليون من الثانية الواحدة.
غزو جديد بسيف (نوبل): حملة ألف امرأة على المرأة المسلمة
إبراهيم الأزرق*
من عجيب دنيا الناس أن يرتبط اسم السلام بالكميائي السويدي الفرد نوبل (1833-1896م)، مع أنه مخترع آلة الحرب وعنصر التفجير (الديناميت)، ولله كم مُزقت به من أجساد تطايرت أشلاؤها في كل أرجاء المعمورة !.
ولعل ارتباط اسم صاحب آلة التفجيرات بالسلام جاء عقب جائزته العالمية المشهورة والتي تتكون من عدة أفرع أقلها أهمية على حد تعبير الرئيس الإيراني "خاتمي": جائزة السلام التي حصلت عليها مواطنته "شيرين عبادي".
وبموجب وصية "نوبل" فقد تم تقسيم العائدات السنوية لثروته إلي خمسة حصص متساوية توزع علي المتميزين في مجالات علوم الفيزياء والكيمياء والطب بالإضافة إلى الأعمال الأدبية المتميزة. ثم أضيفت إلى تلك الأربع جائزة نوبل للسلام وقد زعموا أنها موجهة للشخصيات التي تعمل علي إشاعة السلام، وأخيراً أضيف بند جديد عام 1969م خاص بالاقتصاد وتقرر بعدها عدم زيادة الأفرع خشية الخروج عن مضمون الوصية!
وأياً ما كانت قيمة الجائزة فإن قارئ التاريخ يلحظ حول الجائزة أموراً تثير الدهشة، ولعل من أبرزها أمرين:
الأول: لقد كان الغرض من الجائزة دفع عجلة السلام وتشجيعه فماذا كان بعدها؟
بدأت الجائزة مطلع القرن العشرين عام 1901م وبعد مضي نحو عقد من دعم الجائزة لمجهودات السلام اندلعت الحرب العالمية الأولى لتحصد قرابة الثلاثين مليون نسمة مابين عسكري ومدني.
وبينما كانت الجائزة تكرم العاملين على "لملمتْ" جراحات الحرب العالمية الأولى تشجيعاً للسلام بزعم أصحابها، نشبت الحرب العالمية الثانية عام 39م واستمرت ست سنوات عجاف أهلكت ما يربو على أربعين مليون إنسان.
وبعد الحرب كان من الطبيعي أن تلقى الجائزة مستحقين تكرمهم.
وكأن الحربين العالميتين تقول لأصحاب الجائزة: راجعوا أسلوبكم لمعرفة الحل الأمثل لدعم السلام، وراجعوا أسسكم التي بناء عليها يتم اختياركم لرواد السلام ودعاته.
ومع هذه الملاحظة تأتي ملاحظة ثانية تتعلق برجالات هذه الجائزة، فإن الناظر فيهم يجد أن مؤسسها "ألفرد نوبل" يهودي قضى عمره في صناعة التفجير التي ورثها كابراً عن كابر فأبوه "عمانوئيل نوبل" كميائي وصاحب مصنع للأسلحة والمواد المتفجرة تدرب فيه "ألفرد" وإخوته.
وإذا نظرت في أسماء رجالها وجدت بين من حازها اليهودي "مناحم بيجن" الذي تمت على يده مذبحة دير ياسين سنة 1948م والتي قتل فيها أكثر من 250 شخصا (ثلث سكان المنطقة) وقال معلقاً على قتلهم: "المذبحة ليست مبرّرة فقط، لكن لم يكن من الممكن أن توجد دولة إسرائيل بدون النصر في دير ياسين"، ثم تم على إثرها تشريد مئات الألوف من المناطق المجاورة وبناء مستوطنة يهودية مكان المدينة.
ولم يكن منح "بيجن" للجائزة فلتة من فلتات التاريخ فبعد "بيجن" جاء دور "شيمون بيريز" الذي تسلم الجائزة عام 1994م ثم توجه عام 96م تلقاء لبنان بعصابة (عناقيد الغضب) ثم كانت مجزرة "قانا" الشهيرة في الجنوب اللبناني.
وقد شارك "بيريز" الهالك "إسحاق رابين" فنال الجائزة مع أنه خاض عدة حروب مع أبناء فلسطين ارتكبت خلالها جرائم حرب ضد الإنسانية، وحسبك أنه أول من أبتكر نظرية تكسير عظام شبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وقبل هؤلاء منحت الجائزة لليهودي "هنري كسنجر"، وبينهم لليهودي "إلي ويسل"، وفي قائمة الحائزين عليها أسماء أخرى تدل على جذور يهودية لم يتأت لي التحقق منها. غير أن من رجالاتها يساريين وليبراليين وآخرين عرفوا بتدين إنجيلي تفوح منه رائحة الصهيونية.
ويحسن التنبيه إلى أن أفرع الجائزة الأخرى –غير السلام- حاز قدحها المعلى يهود أشتات الأرض، ولهذا يرى بعض المراقبين "أن لليهودية جذور عميقة في جائزة نوبل بدليل أنها مُنحت قبل أكثر من عشرين عاماً لكاتب يهودي مجهول يعيش في نيويورك ولا يكتب أدبه إلا باللهجة "اليديتشية" اليهودية التي لا ينطق بها سوى أربعين ألف يهودي في العالم فكأنما هذه الجائزة هي بوجه من الوجوه، متخصصة باعطاء نفسها لظواهر الانقراض، لا للكبار والشرفاء والأحرار من كتاب العالم، ومما يؤكد ذلك نيل الكاتب المجري "كريتش" لجائزة نوبل في الأدب عام 2002م لا لشيء إلاّ لكونه يهودي غاية همه ومبلغ علمه ذكريات وأخبار عن المعتقل النازي "أشفيتز"، كما أنه يكتب في الصحافة العالمية مقالات عن إسرائيل، يبدي فيها سعادته برؤية نجمة داود على الدبابات الإسرائيلية الداخلة إلى رام الله، في حين أنه يراها عادة متدلية في جنزير ذهبي على صدره.." الطريف في الأمر أن اليهود لم يجدوا منافساً لـ"كريتش" على الجائزة غير صاحب آيات شيطانية، سلمان رشدي الذي خسر في اللحظة الأخيرة!
ولعل المسلمين نظروا في قائمة أعضاء جائزة السلام، فلم يشرفهم الانضمام إليهم فأحجموا عن إبداعات السلم! غير رجلين هما:
- "عرفات" صاحب جولات المفاوضات المشهورة مع اليهود .
- و"السادات" أول رئيس عربي يزور إسرائيل وأول من يعقد معها معاهدة سلام.
أما المنتميات إلى الإسلام فلم تظفر بالجائزة منهن غير الإيرانية "شيرين عبادي"، وقالت لجنة نوبل النرويجية إنها اختارت عبادي للفوز بالجائزة مكافأة لها على تركيزها على النهوض بحقوق الإنسان والديمقراطية في بلدها.
علماً بأن المحامية "شيرين" –وكانت قاضية قبل الثورة- عرفت بسعيها الدؤوب لما يسميه الغربيون نهوضاً بحقوق النساء والأطفال، وذلك من خلال العمل على تغيير قوانين الطلاق والإرث! وسن الزواج وغيرها من تعاليم الإسلام التي يرى الغربيون أنها ظالمة!
ولا عجب فالمراقبون يرون أن جائزة نوبل هي "جائزة معايير الغرب الثقافية والسياسية، أكثر من أي شيء آخر.. وهي أداة النظام العام للغرب، أكثر مما هي أداة ثقافية نزيهة بين نخبة أو نخب سويدية مستنيرة وهي مستمرة في هذا النهج بدليل تاريخها الثقافي الملوث المستمر منذ "بوريس باسترناك" والدكتور "زيفاكو"، وآخرون" فإذا كان عدو الغرب هو الشيوعية، مُنحت الجائزة لمنشق عن الشيوعية يُستحسن أن يكون يهودياً ولهذا السبب تحديداً حازها "باسترناك".
لقد قال رئيس اللجنة الخماسية القائمة على الجائز "أوليه دانبولت ميوس" بأن نيل "عبادي" للجائزة :"رسالة للإيرانيين، وللعالم الإسلامي، بل وللعالم كله، إن الكفاح من أجل الحرية يجب أن يأتي في المقدمة".
وذلك وسط اندهاش عدد كبير من المراقبين لاختيار عبادي للجائزة عام 2003م خاصة مع ترشيح "فاتسلاف هافل" الرئيس التشيكي السابق، والبابا "يوحنا بولس الثاني" بابا الكنيسة الأرثوذكسية، المهدد بالانقراض نظراً لظروفه الصحية، ورأى المراقبون أن اختيار اللجنة لعبادي يحمل رسالة واضحة تبين مدى اهتمامهم بما يسمونه حقوق الإنسان في عالم اليوم.
ولعل نيل "عبادي" للجائزة أعاد للذاكرة ضعف نسبة النساء الآتي نلنها (لاتتجاوز الـ10% فقد أحرزنها 11 امرأة من مجموع 114 فائزا) وهذا بدوره كان محركاً أساسياً لحملة ترشيح "ألف امرأة لجائزة نوبل للسلام لعام 2005م" والتي انطلقت بمبادرة سويسرية لتُعمّم ويتم تبنيها في كثير من دول العالم. وتهدف الحملة –فيما زعموا- إلى تسليط الضوء على دور ملايين النساء اللواتي كرّسن حياتهن من أجل تأسيس ثقافة جديدة للسلام كتلك التي نادت بها "عبادي".
وعلى الرغم من ظهور هذه الملاحظات حول الجائزة نجد أن بعض مثقفينا استثارته الحملة النسوية الألفية لنوبل فسعى للترويج لها، مع أن في ذلك دعوة خفية لنسائنا بمجاراة داعية تغير قوانين الإرث والطلاق! والخروج عن جملة معايير ثقافتنا الإسلامية نحو الثقافة الغربية.
ولما تفطن "خاتمي" لتلك الدعوة لم يجد بداً من الإيحاء لـ"عبادي" برفض الجائزة المشينة لبلاده والعالم الإسلامي كما قال.
وعلى الرغم من الحملة الشرسة التي شنها المحافظون الإيرانيون على "عبادي" وجائزتها، فإن ردة فعل الإيرانيين كانت ردة فعل ميتة مقارنة بالسوفيت في عصور ما قبل الانهيار، فعندما أعلنت اللجنة المختصة بأن المستحق لجائزة نوبل للآداب هو اليهودي الروسي المنسلخ عن الثقافة الشرقية إلى الغربية "بوريس باسترناك" وذلك في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 1958م، رأى السوفيت أن في منح "باسترناك" الجائزة تشجيعاً له على تفلته من القيم الاشتراكية السوفيتية فصدر الرد الحاسم قاضياً: باعتبار اختيار "باسترناك" للجائزة عدوانا على الاتحاد السوفيتي، ثم توالت الردود العنيفة منتقدة مضمون الرواية التي من أجلها رشح "باسترناك"، كما شنت حملة شعواء على الكتاب السوفيت المنشقين الذين يعملون بالأكاديمية السويدية لجائزة نوبل والذين كانوا وراء اختيار "باسترناك". الأمر الذي أسفر عنه اعتذار "باسترناك" عن الجائزة على مضض.
ثم واصلت الصحافة السوفيتية هجماتها على الرواية وصاحبها وتجاوزت ذلك إلى الجائزة ومانحيها، الذين احتفوا على حد تعبير بعض المجلات الروسية بـ" كاتب يخون بلاده وبكتاب تافه"، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فطرد عقبها "باسترناك" من اتحاد الكتاب، ثم أسقطت هويته وبعضهم نادى بتصفيته الأمر الذي استدعى تدخل الرئيس الهندي الأسبق "نهرو" شافعاً لدى "خورشوف" من أجل حماية "باسترناك".
وبَعْدُ:
أتُرى امرأة مسلمة محافظة تتشرف بالانضمام إلى تلك القائمة القاتمة ؟.
وهبها رضيت فهل تُختار بغير تنصلها عن دينها وأعرافها؟ .
وهبها تنصلت فتهودت أو تغرَّبت، فكيف ستكون ردة فعل مجتمع يعتز بدينه وقيمه وأخلاقه وأعرافه أضعاف ما يعتز الاشتراكي بفكر ماركس أو لينين؟.
وهل حقاً بلغت السذاجة عند من يروج للحملة حد طموحهم في نيل المرأة المحافظة لها، أم أنها خطوة من ورائها مآرب أخرى؟.
أسئلة نتركها للفطنة..
ومن يعش يـر والأيام مقبلة *** يلوح للمرء في أحداثها العجبُ
__________________
قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " ) .
" إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة : أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى ".