نعمة محمد عبد الرحيم شخصية هامة
عدد المساهمات : 930 تاريخ التسجيل : 21/11/2010 الموقع : المنيا / مصر
| موضوع: الكثير من الحب (غريب فى بيتى) مارس 31st 2011, 04:33 | |
| الكثير من الحب ( غريب فى بيتى)
بقلم د. أيمن الجندى ٣١/ ٣/ ٢٠١١ عدت مبكراً بعد أن طردنى صاحب العمل. أولجت المفتاح فانفتح عن بيتى الخاوى الحزين. كان الهواء مشبعاً بالرطوبة، والسطح ـ حيث أسكن ـ مليئاً بالوحشة والأتربة. أمسكت لفافة الطعام البارد وأضأت المصباح الوحيد.
منذ اللحظة الأولى أدركت أن هناك متسللاً. رأيت آثاره فوق المنضدة المتهالكة، والكرسى الوحيد الصدئ، وبقايا الجبن التى عافتها نفسى والخبز البارد القديم. شاهدت أيضاً بقايا الشاى الذى لم أشربه. تحسسته بيدى فوجدته دافئاً. خمنت أنه مازال فى البيت، لكننى لم أشعر بالخوف منه، أو الرغبة فى مواجهته. كنت كسير القلب وحزيناً فوق العادة. لذلك اكتفيت بأن أخلع ثيابى فى بطء وأندس تحت اللحاف البارد، تاركاً إياه يفعل ما يريد.
■ ■ ■
استيقظت بعد الغروب ببرهة. كانت النجوم تكافح كى تبدو، والأزرق الحزين ينتشر ببطء. تذكرت الغريب المتسلل وأنا أتثاءب فى كسل. ولأننى لم أكن أملك شيئاً يُغرى بالمهاجمة فقد كنت فقدت غريزة الخوف منذ عهد بعيد.
ذهبت إلى المنضدة الوحيدة، جلست بحرص على الكرسى الذى تآكلت قوائمه، فتحت لفافة الطعام البارد، وفجأة وجدت جوارها كوباً من الشاى الساخن. شكرت الغريب فى داخلى، تركت نصف الطعام له، ومضيت أمضغ فى سرور.
■ ■ ■
كنت أشم رائحته، رائحة الدفء والوجود الإنسانى. مضى عهد طويل منذ آخر مرة نعمت فيها بالأنس. تمنيت أن يترك مكمنه ويجلس بجانبى. صحيح أن هناك كرسياً واحداً فى البيت ولكننى كنت مستعداً للتنازل عنه. كنت بحاجة إليه، وكانت الصحراء تنتشر داخلى، وكنت مستعداً لأن أستقبل حتى اللصوص فى بيتى كى أتخلص من وحشتى. لا أدرى متى انزلقت إلى عالم النوم الساحر. لكن كوابيسى كانت أقل والغرفة أدفأ بمراحل.
■ ■ ■
فى الصباح التالى كان بلاط السطح يمتص قبلات الشمس، والضوء المنتشر يُبشّر بصباح رقيق. اتكأت على سور السطح أرمق الشوارع والعربات وقطع السحاب البعيدة. وخيل لى أن العصافير أسعد من كل يوم. تفاءلت بأننى سأحصل اليوم على عمل جديد. وقد كان.
قبيل الغروب عدت إلى بيتى. صعدت سلالم الدرج بخفة، وكان معى طعام ساخن. دخلت البيت فوجدت البلاط مغسولاً لتوه. والكرسى الوحيد ثُبتت قوائمه. غربت الشمس فى السماء وأشرقت فى أفق قلبى. كان الشاى الساخن يتوهج فى الكوب الزجاجى المغسول بعناية. تركت نصف الطعام على المائدة، ورقدت على سريرى وقلبى يدق بسرعة. أيها الغريب الجميل لم أعد أشعر بالوحشة منذ أن دخلت بيتى. أغمضت عينى فحلمت بزهرة، وحين استيقظت وجدتها فى يدى.
■ ■ ■
عدت من عملى فى المساء التالى، وأنا أحمل مع الطعام مقعداً اشتريته خصيصاً له. لم أكن أريد أن أقتحمه أو أتعجل قدومه. أحببت أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه. جلست فى الصالة وروحى تناديه. قد لا تصدق هذا ولكننى أحتاجك. وضعت شطر الطعام الساخن أمام مقعده وطفقت أنتظر.
(من كتاب «الكثير من الحب»، دار نهضة مصر). | |
|
هناء ثروت المراقب العام
عدد المساهمات : 317 تاريخ التسجيل : 06/11/2009 العمر : 33 الموقع : دنيآ فآنيهــ ..
| موضوع: رد: الكثير من الحب (غريب فى بيتى) أبريل 2nd 2011, 07:01 | |
| كلمآت في غآية الروعة أستآذتي ..
مشكورة علي طرحك الجميل ..
تحيآتي ..
| |
|
نعمة محمد عبد الرحيم شخصية هامة
عدد المساهمات : 930 تاريخ التسجيل : 21/11/2010 الموقع : المنيا / مصر
| موضوع: رد على غريب فى بيتى أبريل 3rd 2011, 07:35 | |
| [size=18]حبيبتى هناء اشكر مرورك الذى اسعدنى وشرفنى [/size] | |
|