]center]موازنة الثورة تدعم أصحاب المرسيدس ولا تحابى راكبى الميكروباص
آخر تحديث: الثلاثاء 21 يونيو 2011
جاءوا من مواقع متباعدة. لا تجمعهم مهنة واحدة، ولا يؤلف بينهم حزب، ولا يضمهم تيار سياسى واحد. ومن أعمار متباينة. ولكن ما إن بدأوا الحديث عن موازنة الدولة، التى أقرها مجلس الوزراء مدشنا بذلك أول موازنة فى ظل الثورة، حتى بدا جليا ما يجمعهم ويضمهم، بل ويؤلف بينهم.
فى ندوة عقدتها «الشروق» أجمع عدد من ممثلى قطاع الأعمال، والأحزاب، والمجتمع المدنى، ومجموعات الشباب أن موازنة 2011/2012 أعدت بعقلية يوم 10 فبراير قبل أن يتم خلع مبارك. ولا تتناسب مع أفكار ما بعد يوم 11 فبراير، يوم رحل الرئيس السابق. وبين اليومين يكمن السر.
فالكل قال إن الموازنة جاءت أقل من طموحات الناس، وأكدوا أن غياب مجلس الشعب حال دون مناقشة الموازنة من جانب الرأى العام. والبعض رأى أن الحكومة تسرعت فى استجابتها لضغوط رجال الأعمال لإلغاء الضرائب على أرباح البورصة. وآخر فضل لو كانت الحكومة قد تركت للأجيال المقبلة حق الاختيار إذا ما أرادوا فى المستقبل أن يسلكوا مبدأ الأستقلال الوطنى بعيدا عن مشروطية صندوق النقد الدولى. مائدة «الشروق» ضمت هانى توفيق رئيس شركة الاستثمار المباشر، وهانى الحسينى عضو الأمانة العامة لحزب التجمع، وحلمى الراوى مدير مرصد الموازنة العامة لحقوق الإنسان، وخالد عبدالشهيد أحد أعضاء اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، ونورا حلمى عضو الحزب الديمقراطى الاجتماعى. وكان السؤال هل الموازنة ستحقق العدالة الاجتماعية كما جاء أول سطر فيها?.
إذا كنت من حاملى البطاقة التموينية فأنت معنى بهذه الموازنة الجديدة، لأنها اقتطعت قدرا لابأس به من دعم السلع التموينية لهذا العام.
وإذا كنت حاملا للبطاقة وتعمل مدرسا أو طبيبا أو عاملا فأنت حتما تحتل حيزا كبيرا من اهتمام هذه الموازنة، حيث تقرر لك أن يكون الحد الأدنى لأجرك 700 جنيه. وإن كنت موظفا تتقاضى أجرا شهريا فأنت مشارك أصيل فى هذه الموازنة، حيث مقدر لك أنت وغيرك تقديم 15 مليار جنيه كضرائب فى العام المقبل من قوت يومكم من التوظف. ولو كنت رجل أعمال فأنت أيضا صاحب مصلحة أصيلة فى هذه الموازنة، حيث أنت وزملائك من البيزنس سوف تدفعون 8 مليارات جنيه ضريبة أرباح نشاط تجارى وصناعى. ويحصل البعض منكم هذا العام على دعم لصادراته 2.5 مليار جنيه. وهو ذات المبلغ الذى كان يتعين على بعض البيزنيس أن يدفعوه كضريبة على جانب من أرباح البورصة قبل أن تلغيها الحكومة. وحتى لو كنت أحد مدمنى التدخين ولا تقوى على الإقلاع فعليك أن تجهز نفسك أنت وكل رفاقك المدخنين لأنكم ستدفعون مع نهاية الموازنة 1.2 مليار جنيه ضريبة على السجاير. ولو كنت مزارعا أو حلاقا أو مكوجيا أو سفرجيا فحتما سوف تجد لك بندا داخل الموازنة يمس قو ت يومك.
فالكل لابد أن تطاله الموازنة من قريب أو بعيد. لذلك نقرأها سويا مع بعض من تمسهم الموازنة.[/center]