[center]مصرى اصلى (بلدياتى)
بقلم عمر طاهر ٢٣/ ٥/ ٢٠١١
زارنى بلدياتى، سألته عما به وعن سر اختفائه فقال: كان عمدة العزبة بمعاونة الخفراء يقودنا إلى الجحيم، لم يكن هناك بديل عن الاصطدام به وعزله، كانت المصادمات عنيفة ولم يساندنا فيها أحد سوى ابن عمى الذى يعيش مع أصحابه على حدود العزبة لحماية مزارع القصب وماكينة الماء التى تروينا، بعد نجاحنا بفترة تغيرت الأمور، صار ابن عمى كلما قابلنى يقول لى: «خد بالك أنا ماضربتش عليك نار.. مارضيتش أسمع كلام العمدة»، فكنت أهز رأسى له امتناناً وشكراً، إلى أن فاض بى يوما فصرخت فيه قائلاً: «هو إنت فاكر يعنى إنك لو كنت ضربت عليا نار أنا كنت هاسكتلك؟..
إنت ماشوفتش لما أولاد أبوغازى ضربوا نار على أولاد عمهم حصل لهم إيه؟، ولا أولاد أبوصالح»، أسقط فى يد ابن العم فقلت: «وبعدين هو ينفع كل شوية تحط المسدس فى راسى وتقول لى خليك فاكر إنى ماضربتش عليك نار؟».
سألته عن طبيعة المشكلة فقال: لا تتخيل قدر محبتى لابن عمى وأصحابه، كنا فى انسجام وبمرور الوقت ظهر فرق السرعات، أنا سرعتى ٦٠ حصاناً كلما تحركت أزعجته فيسعى لتلجيمى، سألته: ولماذ تزعجه سرعتك؟ فقال: لأن سرعته نصف حصان، هو يرانى مجنوناً وأنا أصبحت أشك فيه طول الوقت.
سألته: طب الناس فى العزبة رأيها إيه؟، فقال لى: قال ابن عمى نسأل الناس عن الطريقة التى نختار بها العمدة القادم، طفنا البيوت كلها بيتا بيتا لنعرف رأى الناس، أكثر من ٦٠% من الناس رفضوا أن يفتحوا لنا الباب أصلاً، والبقية وافق أغلبهم على ما قاله ابن العم وصديقه صلاح، حامل مفاتيح مسجد العزبة، سألته وإيه حكاية صلاح ده كمان؟،
فقال: كل مؤهلات هذا الشخص إنه يحمل مفاتيح الجامع، لذلك يتعامل معه بعض الناس بخنوع، لأنه يحمل توكيل بيت الله ومعه المفاتيح، وهو القادر على أن يفتح لنا الجامع بمزاجه فنصلى، ولو غضب علينا مش هنلاقى حته نصلى فيها، ابن عمى عايم على عومه شوية، وفيه كلام إنه عايز يخلى صلاح العمدة، كل ما يفعله ابن عمى يؤكد هذا الاستنتاج،
قلت له: وما المشكلة ما يمكن الناس عايزة صلاح، فقال: المشكلة أن صلاح تراجع عندما قررنا أن نعزل العمدة، وفى عز ثورتنا على العمدة كان صلاح يجلس معه ليتفاوض ويتحاور، صلاح مشغول بمصلحته الشخصية معظم الوقت، وكلما حاورته يقولك: اتق الله إنت عايز تخالف شرع ربنا؟، وكأنه يحمل توكيل شرع ربنا فى نفس ميدالية مفاتيح الجامع.
سألته: وأين الناس المتعلمين بتوع العزبة؟، فقال: كل مجموعة أغلقت على نفسها باب المندرة وراحت تتحاور وتكلم بعضها البعض ولم يفكروا فى أن يجلسوا معنا على المصطبة، يطلون على الوضع من البلكونات، لبسوا لنا كرافتات ومعظمنا لايزالون حفاة.
قلت: طب والحل؟، فقال: قررنا أن نجتمع كلنا بعد صلاة الجمعة القادمة علشان نعرف راسنا من رجلينا ولو ماخرجوش معانا الـ٦٠% اللى قافلين عليهم الباب هيأذوا نفسهم ويأذونا معاهم، قلت: وما الذى يضمن ألا يتضامن الناس مع ابن عمك أو صلاح؟،
فقال: كلنا متضامنون مع ابن العم، لكننا نعرف أنه شاطر طول ما هو بيحمى ماكينة المية.. غير كده مالوش فيها، أما صلاح فالرهان على الذين لا يخيفهم أنه المالك الوحيد لمفاتيح الجامع.. أولئك الذين اعتادوا أن يصلوا معنا جماعة فى الشارع.[/center]