نعمة محمد عبد الرحيم شخصية هامة
عدد المساهمات : 930 تاريخ التسجيل : 21/11/2010 الموقع : المنيا / مصر
| موضوع: مساحة رأى(المقال الذى لم يقرأه «مبارك» أيام حكمه مايو 19th 2011, 16:16 | |
| [b]مساحة رأى(المقال الذى لم يقرأه «مبارك» أيام حكمه
بقلم صبرى غنيم ١٩/ ٥/ ٢٠١١ ربما تسمح الظروف الآن للرئيس السابق بأن يقرأ هذا المقال، الذى لم يقرأه وهو رئيس للبلاد فقد كشفت ثورة الشباب التى أطاحت به أنه كان يعيش حياته، وهو رئيس، لا يقرأ ولا يسمع ولا يتكلم، وكانت تعليمات حملة المباخر الذين يقفون على بابه لكل من يدخل عليه ألاّ يُزعجوه..
ولا ينغصوا عليه حياته بأوجاع الناس.. أو يعكننوا عليه مزاجه بما ينشر فى الصحف.. ولذلك كنا نكتب ونحن نعرف أنه ولا رئيس الحكومة ولا أى مسؤول سوف يقرأ ما كنا نكتبه.. فقد اعتادوا «على التطنيش» وتجاهل كل ما ينشر عنهم حتى وصل بهم «الفُجْر» إلى التعالى على الأقلام.
المقال الذى لم يقرأه مبارك، سبق أن نشرته فى هذا المكان يوم ١٦ ديسمبر ٢٠١٠ تحت عنوان «بعد القرصنة السياسية.. هل تفيق أحزاب المعارضة؟».. فى أعقاب احتفالية أشاد فيها مبارك بالانتصارات التى حققها الطفل المعجزة مع أقطاب الحزب الوطنى فى الانتخابات.. مبارك كان سعيداً بنتائج الانتخابات «المزورة».. ظل يدافع عن سلامتها وشفافيتها.. ولم تسلم المعارضة من انتقاداته، بسبب انسحابها من الانتخابات.
لقد قلت فى بداية المقال إنه فى أحد المطاعم الإنجليزية بلندن.. التقيت بالمصادفة شاباً مصرياً، كان يجلس على الطاولة التى تجاورنى مع مجموعة من رجال الأعمال البريطانيين.. وفهمت من الحوار أنه جاء إلى لندن ليفتح خطاً جديداً لتصدير المنتجات المصرية فى الأسواق البريطانية.. ثم سحب صحيفة من أمامه وأطلعنى على سطور لأحد المقالات فيها..
الصحيفة هى صحيفة الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن، أما كاتب المقال فهو الأستاذ مأمون فندى.. والمقال عنوانه «أسانج ونيكسون وأحمد عز»، يقول فى المقال إن جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، قدّم عقارب الساعة ٣٧ سنة، وأحمد عز، أمين الحزب الوطنى، فى مصر، أخّر عقارب الساعة ٥٠ سنة.
ثم أعطى تفسيرا لهذا عندما تناول الوثائق التى نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» وهى تفريغات لعدة أشرطة تسجيل للرئيس الأمريكى الراحل ريتشارد نيكسون، وعمرها ٣٧ عاماً، حيث لعن فيها نيكسون يهود أمريكا وشتمهم أقذع الشتائم بمن فيهم كاتب خطاباته وليم سفير الذى أصبح فيما بعد كاتب عامود شهيراً فى نيويورك تايمز، والوثائق كشفت عن إعجاب نيكسون بيهود إسرائيل، رغم كراهيته ليهود أمريكا.. وأثناء حرب ٧٣ استقبل رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير..
وأقام لها حفل عشاء فى واشنطن، طلب ألا يحضره من يهود أمريكا إلاّ الذين أيدوا حملته للرئاسة، لأنه ليس عشاء يهود.. وفى هذه الليلة أعطت الولايات المتحدة جولدا مائير ما طلبته من أسلحة وتحقق لها الجسر الجوى الذى أرادته.. وبالفعل أنقذ نيكسون إسرائيل فى ٧٣.
كاتبنا الأستاذ مأمون فندى استشهد بهذه الوقائع، وأشاد بنجاح أسانج فى الكشف عن هذه الوثائق بعد ٣٧ سنة، من خلال موقعه الإلكترونى، ليحقق ضربة واحدة يحرك فيها الزمن العالمى إلى الأمام.
أما أحمد عز، أمين تنظيم الحرب الوطنى، فقد أدار عجلة الزمن فى مصر إلى الوراء، من خلال انتخابات مزورة، فبدلاً من أن يأخذها ثلاثين عاماً للأمام، كما فعل أسانج، أخذ أحمد عز مصر إلى عالم الحزب الواحد وعالم الستينيات، عالم الاتحاد الاشتراكى- أى أخذ مصر أكثر من خمسين عاماً للوراء.
قلت لهذا الشاب: الرسالة لا تحتاج إلى تعليق، لأن هذا هو قدرنا.
قال لى صديقى.. الذى آلمنى أن تصل الحقائق مشوهة للرئيس، ولا أعرف لماذا لم يستفسر الرئيس عن الأسباب الحقيقية وراء مقاطعة المعارضة للانتخابات، مع أننا رأينا رئيس حزب الوفد وهو يؤكد، قبل الانتخابات، أن حزبه سيدخل الانتخابات بالضمانات التى أعلنها مبارك وهى الشفافية والحيدة.. وكون أن ينسحب الوفد فى الجولة الثانية معناه أنه لم يجد الشفافية ولا الحيدة، وكان على النظام أن يبحث أسباب انسحاب الوفد..
الرئيس مبارك فى خطابه صب عتابه على المعارضة، وهو يعبر عن أسفه إزاء فشل أحزاب كثيرة فى الوصول إلى مجلس الشعب، أهدرت جهودها فى الجدل حول مقاطعة الانتخابات وكان الأجدر بها أن تكرس جهودها لاكتساب ثقة الناخبين.. هذا هو كلام مبارك عن العملية الانتخابية.. ولا أعرف ما الصورة التى نقلوها إليه بوصفه رئيسا للبلاد.. ورئيسا للحزب الحاكم.. لماذا أخفوا عنه عمليات التزوير، وتسويد بطاقات الرأى خارج اللجان؟! ألم يسمع الرئيس عن الفتونة والبلطجة واستخدام السنج والمطاوى لإرهاب الناخبين على أبواب اللجان؟!
السؤال الذى لم يسأله الرئيس: لماذا «هوّت» اللجان الانتخابية من الناخبين، أى عزف أكثر من ٨٠ فى المائة عن المشاركة فى العملية الانتخابية؟ هذا الكلام ليس كلامى.. لكن الأرقام هى التى تتكلم.. ثم يهمس أحد العقلاء فى أذنى ويقول: انتخابات إيه.. والبلطجية على أبواب اللجان.. مين عايز «يتبهدل»؟
على أى حال.. ظاهرة «تكويش» الحزب الواحد على أكثر من ٩٠ فى المائة من مقاعد البرلمان، تحتاج إلى دراسة فى بلد المفروض أنه يحتضن الديمقراطية.. وبلد المفروض أن يكون رئيسه يؤمن بالرأى الآخر.. فنحن نريد معارضة حقيقية.. معارضة لا تزايد ولا تحمل شعارات الرياء ولا النفاق.. أملنا الآن فى أن تخرج المعارضة من بين أعضاء الحزب الوطنى بعد غياب الأحزاب.. فليس بالضرورة أن يكون كل أعضاء المجلس فى «عصمة» أحمد عز.. فقد ينشق عنه عشرة أو عشرون أو ثلاثون.. ويخرجون من تحت عباءته.
وسبحان الله! لم تمض أيام على هذا المقال، وتتفجر ثورة الشباب يوم ٢٥ يناير، ويسقط النظام.. فقد كانت هذه الانتخابات هى القشة التى قصمت ظهر البعير.. وتدور الأيام لتتربع المعارضة ومعها الإخوان على عرش الديمقراطية.. ولم يعد عندنا الحزب الواحد، الذى كان يستخدم البلطجية.. فقد سقط بسقوط النظام.[/b] | |
|